"تلقينا ردًّا إيجابيًّا من حماس ومصر وسنواصل الضغط على فتح"

"الشعبية" تكشف لصفا تفاصيل خُطّة عمل "القوى الثمانية" لإنهاء الانقسام

غزة - فضل مطر - صفا

كشفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لوكالة "صفا" خُطّة عمل القوى الثمانية الخاصة بمبادرتهم لإنهاء الانقسام، موضحةً أنه سيُعقد الأحد القادم لقاء وطني مهم يضم قيادات مجتمعية ووطنية بغزة، لحمل الرؤية الوطنية "لتصبح رؤية الجماهير".

وأوضح عضو اللجنة المركزية بالجبهة إياد عوض الله خلال حوار صحفي مع مراسلنا أن "الرؤية الوطنية" تحظى بإجماعٍ وطني، وتتسلّح بجماهير شعبنا كافةً في الداخل والخارج والشتات؛ لتشكل ضغطًا حقيقيًا على أرض الواقع لإنهاء الانقسام.

وأطلقت القوى الثمانية في 23 سبتمبر الماضي رؤيتها لإنهاء الانقسام"، وهي: "الجهاد الإسلامي، والجبهتان الشعبية والديمقراطية، وحزب الشعب، والمبادرة الوطنية، و"فدا"، والجبهة الشعبية -القيادة العامة، و"الصاعقة".

خُطّة عمل

وبيّن عوض الله أن القوى الثمانية تمضي وفق خطّة عمل لضمان نجاح الرؤية، وبدأنا منذ انطلاقها في 23 من الشهر الماضي عقد لقاءات واسعة مع مختلف شرائح الشعب الفلسطيني لإطلاعهم على المبادرة وحملها وتبنيها كطريق لإنهاء الانقسام.

وبحسب القوى الثمانية، فإن الخُطّة ستتوّج بالخروج في مليونية جماهيرية حاشدة في غزة والضفة ومخيمات اللجوء والجاليات الفلسطينية للضغط لإنهاء الانقسام.

وأوضح عوض الله أنه يوجد فعل شعبي موازٍ بالضفة المحتلة للفعاليات واللقاءات التي تعقد في غزة، وبدأ ذلك فعليًّا، "حيث جرى ويجري ترتيب لقاءات واسعة في الضفة والخارج".

ولفت إلى أنه جرى عقد لقاءات مع وجهاء ومخاتير ونخب وأطر طلابية في جامعات مختلفة في الضفة المحتلة لحمل رؤية الفصائل الثمانية لإنهاء الانقسام والترويج لها.

وأضاف: "نحن أمام رؤية محمولة جماهيريًّا ومن قيادات وازنة من جماهير شعبنا ومن شخصيات عربية وازنة؛ وقالت إنها هي المخرج والطريق الآمن لتحقيق الوحدة".

وتابع حديثه "نحن نخوض معركة سنواصل فيها حتى إنهاء الانقسام.. لن نيأس، مهمتنا لا يمكن أن تتوقف مقابل تعنّت أي طرف، ونعتقد أن إنهاء الانقسام مرتبط بضرورة استمرار النضال ضد الاحتلال".

مواصلة الضغط

وأوضح عوض الله أن القوى ستواصل الضغط على حركة فتح للقبول بالرؤية، موضحًا أنه في "حال استعصى ذلك؛ فإن شعبنا سيعلن مَن الطرف المُعطّل للمصالحة".

وأكد أن الرؤية الوطنية انطلقت إدراكًا من الفصائل الثمانية لخطورة المرحلة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية واستهداف من قبل السياسات الأمريكية والإسرائيلية.

وشدد عوض الله على أن الرؤية هي خيار شعبي وفصائلي لتوحيد المؤسسات الوطنية وإعادة بناء البيت الفلسطيني وفق استراتيجية وطنية تقوم على مواجهة المشاريع الصهيونية والأمريكية بالمنطقة.

وشملت الرؤية الوطنية لإنهاء الانقسام "تشكيل حكومة وحدة بما لا يتجاوز نهاية العام، وتوحيد القوانين الانتخابية للمؤسسات، واستئناف اجتماعات اللجنة التحضيرية للبدء بالتحضير لإجراء انتخابات المجلس الوطني وفق التمثيل النسبي، وإجراء الانتخابات الشاملة منتصف العام المقبل.

ليست اتفاقًا

وأكد عوض الله أن الرؤية الوطنية ليست اتفاقًا جديدًا للمصالحة، "فنحن لم نقدم مبادرة جديدة؛ بل رؤية تعتمد على اعتبار اتفاقيات المصالحة الوطنية السابقة مرجعًا لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.

وذكر أن الرؤية استندت إلى اتفاقات وطنية سابقة "2005 و2011 و2017، التي أجمع عليها الجميع واعتبرناها مرجعًا، ووضعنا جدولا زمنيا لتطبيقها.

وشدَّد عوض الله على أن القوى الثمانية ستكون صريحة مع شعبنا وستمضي معه خطوة بخطوة، وستعلن مَن الطرف المعُطّل للمصالحة.

وأضاف: "هذه الرؤية تشكل خارطة سليمة للخروج من نفق الانقسام، وسنواصل الضغوط بشكل قوي يوازيه حراك شعبي واسع على أرض الواقع للضغط نحو إنهاء الانقسام".

وتابع بالقول: "نخاطب يوميًّا جماهير شعبنا، وهي تراقب الآن من المعطل ومن سيستجيب. المسالة لن تقف عند القوى الثمانية للإعلان طرف المعطل، نحن مستمرون بالاشتباك مع أي طرف لتحقيق المصالحة".

يُذكر أن رؤية الوطنية لإنهاء الانقسام تم إقرارها ونقاشها من المكاتب السياسية للفصائل الثمانية في غزة والضفة والشتات، قبل أن يتم عرضها على حركتي فتح وحماس وأطراف أخرى.

بانتظار رد فتح

وأكد عوض الله أن القوى الثمانية أرسلت الرؤية لعدة أطراف أخرى خلاف حركتي فتح وحماس وهم الرئيس محمود عباس وجمهورية مصر العربية وجامعة الدول العربية.

وأوضح أن القوى تلقّت ردًّا إيجابيًّا من حركة حماس ومصر على الرؤية الوطنية فيما لم تتلقَّ أي رد رسمي من حركة فتح؛ "رغم صدور عدة تصريحات منهم على وسائل الإعلام، مضيفًا "ذلك لا يعني أننا سنتوقّف بل سنواصل حراكنا".

وأضاف "سلمنا الأخوة في حركة فتح بغزة وممثلهم القيادي ماهر حلس بشكل رسمي الرؤية لإنهاء الانقسام، وأرسلنا نسخة للرئيس محمود عباس، وتمت مخاطبته بشكل رسمي، وحتى الآن لم نتلقّ أي رد إلاّ عبر الإعلام، وننتظر ردا رسميا منهم".

وأشار عوض الله إلى أن القوى الثمانية لها قرار بعدم الدخول في أي "مهاترات" إعلامية، "نحن انطلقنا من الرؤية بمسؤولية وطنية وتجرد كامل من الحسابات الحزبية الضيقة؛ لذا فإن مصلحة الوطن هي الحاضر أمامنا فقط".

وأوضح أنهم يمارسون ضغوطًا على حركة فتح للمضي قدمًا بالموافقة على الرؤية الوطنية لإنهاء الانقسام، "وهناك تواصل مع مصر أن يكون لهم حركة جادة بهذا الموضوع والضغط لتحقيق المصالحة.

وأضاف "الأشقاء المصريون رأوا أن رؤية القوى الثمانية للمصالحة خطوة إيجابية، وهي ضمن الأولويات لديهم، وأطلعناهم على الرؤية قبل إطلاقها بشكل رسمي".

الدعوة للانتخابات

وعلى صعيد دعوة الرئيس عباس إلى إجراء انتخابات عامة، أكد عوض الله أن موقف القوى الثمانية داعم لإجراء انتخابات ديمقراطية وهي حق لشعبنا ومتمسّكون به.

إلا أنه شدد على أن أي انتخابات تجري في ظل الانقسام ستكون نتائجها خطوة جديدة في تعزيز الانقسام.

وبيّن عوض الله أن إجراء الانتخابات تحتاج لتهيئة مناخات إيجابية، ثم الذهاب لانتخابات شاملة؛ تبدأ بمعالجة منظمة التحرير وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتوحيد المؤسسات، ثم إجراء انتخابات شاملة وهي ما ارتكزت على الرؤية الوطنية.

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة