30 ألف وحدة سكنية غير مرخصة بالمدينة

الهدمي لصفا: الاحتلال يسعى لجعل المقدسيين أقلية هامشية لا تتجاوز 16%

القدس المحتلة - خاص صفا

حذَّر رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد "همة" ناصر الهدمي من خطورة تصاعد وتيرة الهدم الذاتي في مدينة القدس المحتلة، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى جعل المقدسيين أقلية في المدينة لا تتجاوز نسبتهم ما بين 13-16%.

وقال الهدمي في حديث خاص لوكالة "صفا" يوم الخميس إن الاحتلال يعمل بكل قوة على تفريغ القدس وتهجير سكانها ومنع تمددهم ديمغرافيًا داخل المدينة، والبناء على أراضيهم ومصادرتها لصالح الجمعيات المتطرفة وبناء البؤر الاستيطانية التي تحاصر الأحياء المقدسية.

وأضاف أن تصاعد وتيرة الهدم يُعبر عن الواقع الجديد الذي خلقه اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالقدس عاصمة لـ "إسرائيل"، ما دفع الاحتلال لفرض واقع قانوني جديد في التعامل مع المقدسيين وسلب حقوقهم المكفولة وفق القانون الدولي.

وأشار إلى أن المقدسيين لجأوا إلى البناء غير المرخص بالمدينة بسبب منعهم من الحصول على التراخيص اللازمة وفق سياسة ممنهجة تتبعها بلدية الاحتلال منذ احتلال القدس عام 1967، وذلك بهدف جعلهم أقلية هامشية لا تشارك في رسم الصورة الحضارية للمدينة المقدسة.

وبين الهدمي أن نسبة الفلسطينيين بالمدينة تبلغ اليوم نحو 40% من مجمل عدد السكان، بحيث تزداد هذه النسبة سنويًا، رغم كل إجراءات وممارسات الاحتلال.

وأوضح أن الاحتلال يسعى لسن قوانين عنصرية لمنع المقدسيين من الحصول على رخص بناء أو جعلها شبه مستحيلة.

ولفت إلى أن غالبية الأحياء والبلدات المقدسية لا يتم تنظيمها من ناحية هيكلية، وبالتالي على المقدسي الانتظار كثيرًا من أجل تخطيط تلك المناطق وتنظيمها، والحصول على رخص البناء".

واعتبر الهدمي أن البناء غير المرخص شكل أداة مهمة وقوية للمقدسيين للبقاء على أرضهم والحفاظ على وجودهم وهويتهم في سبيل مواجهة سياسات الاحتلال العنصرية، رغم ما فيه من سلبيات اجتماعية واقتصادية وغيرها.

وأكد أن الاحتلال يمعن في إذلال سكان المدينة والتنكيل بهم، ويفرض عليهم هدم منازلهم ذاتيًا، بهدف كسر روحهم المعنوية، ما يؤثر على قابليتهم في البناء مرة أخرى.

وتابع: "لا شك أن عملية الهدم الذاتي قاسية وقاتلة للمقدسي، فحينما يرى حلمه يُهدم سواءً بيده أو أمام عينه، فهذا واقع صعب للغاية، يحتاج إلى دعم مادي ومعنوي حتى يستطيع البناء مجددًا بالمدينة".

وأشار الهدمي إلى أن هناك ما بين 25-30 ألف وحدة سكنية غير مرخصة بالقدس، بفعل إجراءات وقيود الاحتلال التي يفرضها على المقدسيين، لافتًا إلى أن قدرة بلدية الاحتلال على الهدم لا تتجاوز ألف وحدة سنويًا.

وبحسب مركز معلومات وادي حلوة، فإن قوات الاحتلال هدمت خلال تموز/ يوليو الماضي 20 منشأة في القدس، بينها 4 منشآت هدمت بأيدي أًصحابها، في حين هدمت خلال النصف الأول من العام الجاري 61 منشأة، منها 38 منشأة هُدمت ذاتيًا.

وتفرض بلدية الاحتلال شروطًا تعجيزية ومبالغ طائلة إزاء الحصول على إجراءات الترخيص، والتي تمتد لسنوات طويلة، وشهد عام 2019، ارتفاعًا كبيرًا على عدد الفلسطينيّين الذين اضطرّوا لأن يهدموا منازلهم أو أجزاء منها بأنفسهم، بعد أن بنوها دون ترخيص.

ويلجأ المقدسيون إلى تنفيذ أوامر وقرارات الهدم بأنفسهم، "الهدم الذاتي"، بعد التهديد بفرض غرامات باهظة عليهم، إضافة إلى إجبارهم على دفع أجرة الهدم لطواقم واليات البلدية وقوات الاحتلال المرافقة لها.

وحول المطلوب فلسطينيًا وعربيًا لدعم المقدسي، طالب الهدمي بضرورة إنشاء صندوق عاجل لدعم صمود أهل القدس، وتعزيز صمودهم بالمدينة، كي يتمكنوا من بناء منازلهم مجددًا، وكذلك العمل على بث الروح المعنوية في نفوسهم وتحدي الاحتلال وعنجهيته المتواصلة بحقهم.

وشدد على ضرورة تشكيل لجنة شعبية لرعاية شؤون المقدسيين وتوفير كل وسائل الدعم والحماية لهم، بالإضافة إلى تنظيم البناء في أراضيهم لمنع الاحتلال من مصادرتها، وكذلك خلق حالة استراتيجية من العمل باتجاه البقاء في القدس.

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة