خربة "حمصة".. تخريب وتشريد بفعل جرافات الاحتلال

نابلس - خاص صفا

مع انتصاف نهار أمس الثلاثاء؛ بدت خربة حمصة في الأغوار الفلسطينية وكأن إعصارًا ضربها ولم يبق فيها شيئًا على حاله، بعد أن فعلت جرافات الاحتلال فعلها فيها.

عشرات الآليات العسكرية حاصرت خربة حمصة الفوقا شرق طوباس، قبل أن تتقدم ومعها الجرافات لتدمر أكثر من 80 منشأة سكنية وزراعية وتشرد 13 عائلة تقطن الخربة.

عمليات الهدم طالت منشآت سكنية، وتركت ما يزيد عن 85 فردًا مشردين بلا مأوى.

كما أتت على بركسات وحظائر الماشية، وأتلفت أطنان الأعلاف، وخزانات المياه والحمامات المتنقلة، وألواح الخلايا الشمسية التي تعتبر المصدر الوحيد للكهرباء في الخربة.

ويقول الحقوقي المختص بمتابعة اعتداءات الاحتلال في الأغوار عارف دراغمة لوكالة "صفا" أن الاحتلال شرد عشرات المواطنين من مساكنهم في ظروف جوية قاسية مع دخول موسم الشتاء.

وصعّدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأشهر الماضية بشكل غير مسبوق، من عمليات هدم المنازل الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس.

وأضاف: "الاحتلال يتعمد اختيار الوقت المناسب للضغط على المواطنين لإجبارهم على الهجرة وترك الأغوار لتكون لقمة سائغة للاستيطان ومعسكرات الاحتلال".

وفي خطوة عاجلة لإغاثة المنكوبين، زودت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر سكان الخربة بالخيام لإيوائهم، لكن آلاف رؤوس الماشية بقيت في العراء في أجواء ماطرة وعاصفة يتهددها الهلاك.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها خربة حمصة للهدم، لكنها الأعنف منذ سنوات، كما يؤكد دراغمة.

فبعد احتلال الضفة الغربية عام 1967 تم هدمها وتشريد سكانها، وبعد ذلك سكنتها عائلات من منطقة الخليل تعمل في الزراعة وتربية المواشي.

وتمتد الخربة على مساحات واسعة من الأراضي الخصبة التي تستغل للزراعة ورعي الماشية.

وكغيرها من التجمعات السكانية في الأغوار، تتعرض خربة حمصة باستمرار لمضايقات الاحتلال التي تتراوح ما بين الهدم والطرد والتشريد ومصادرة الممتلكات.

فبذريعة التدريبات العسكرية، يُجبر الأهالي على ترك بيوتهم ومزارعهم لتتحول إلى مسرح للدبابات والآليات الثقيلة التي تصول وتجول وتطلق ذخيرتها الحية وقذائف المدفعية تاركة خلفها الخراب والدمار.

ويشير دراغمة إلى أنه في الوقت الذي يحرم فيه الفلسطيني في الأغوار من امتلاك حمّام متنقل، ينعم المستوطنون في المستوطنات المحيطة بهم بكل سبل الراحة التي توفرها لهم حكومة الاحتلال.

غ ك/أ ك

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة