قنبلة إسرائيلية سرقت عينه الثانية بقلنديا

بشار عليان.. طفل أجبرته "إسرائيل" على شق طريقه بعين واحدة

رام الله - خـاص صفا

على كتفه كان الطفل بشار عليان (15عامًا) يحمل حقيبته المدرسية في طريق عودته إلى منزله، لكنه فوجئ بقوة عسكرية إسرائيلية تقتحم مخيم قلنديا شمالي مدينة القدس المحتلة، ويعلو صوت انفجارات القنابل وأزيز الرصاص.

عليان وقبل قطع الطرف المقابل من الطريق داخل قلنديا لاصطحاب شقيقه، احتمى بسور بسبب كثافة الرصاص، ورغم ذلك تفجرت أمامه قنبلة لتصيب شظية عينه اليمنى تفقده النظر فيها.

حاول الطفل البقاء واقفًا لكنه لم يقو على ذلك، فسقط أرضًا وبدأ يصرخ "عيني.. عيني"، فتجمع حوله شبان نقلوه بسيارة إسعاف للمشفى وأجريت له عملية جراحية جرى خلالها استئصال عينه بالكامل.

والد الطفل محمد عليان يقول: "قبل أسبوعين عاد بشار من مدرسته كبقية الطلبة على وقع اقتحام إسرائيلي عنيف وإطلاق رصاص وقنابل فأصيب بجسم ارتطم أرضًا وأصاب عينه بصورة مباشرة".

ويوضح لوكالة "صفا" أن "بشار أدخل إلى مستشفى رام الله وحول بعدها للمستشفى الاستشاري، ثم نقل إلى مستشفى النجاح بنابلس، وأجريت له عملية استئصال لعينه".

ويشير إلى أن "الإصابة نتج عنها تهشم في الجيوب الأنفية وكسر الحاجب ورضوض في الدماغ، ولكن قدر الله أن يفقد عينه".

إرادة قوية

وبكل حرقة، يقول والد بشار لمراسل "صفا": إن "طفلا كهذا كان عليّ أن أبني مستقبلا عليه ويكون رأسمال ذويه، فكيف سيكون الحال وأنت تنظر إليه جالس بسريره بعين واحدة.. لا شك إنها صدمة للجميع".

لكنه يضيف: "كنت أعامل ابني على أنه طفل صغير، لكن بعد الإصابة اتضح لي أن بشار رجل ذو بصيرة وعقل راجح وباستطاعته أن يصبح ما يريد".

ويلفت إلى أن نجله لديه من الصبر والعزيمة ما يعينه على إكمال مسيرته التعليمية، ويشق الطريق رغم الإصابة نحو التفوق والنجاح، حتى يكون خادمًا لوطنه ومجتمعه.

أما بشار فيقول لوكالة "صفا": "مع الإصابة بات يصعب عليّ كل شيء في بداية الأمر، لكن تشجيع أصدقائي وأقاربي رفع من معنوياتي. لقد شجعوني على كل ما هو إيجابي".

ويضيف الطفل عليان: "هناك أمثالي ممن أصيبوا في مخيم قلنديا وأكملوا المسيرة وكافحوا ووصلوا لما يريدون".

ويلفت إلى أن الإصابة خلقت لديه روح التحدي والمكافحة للاستمرار والتغلب على العوائق، وأن فلسطين فيها من النماذج الكثير الذين أبدعوا رغم ممارسات الاحتلال.

ويطمح بشار لدراسة القانون وتخصص المحاماة كي يساعد كل مظلوم في الدفاع عن حقوقه واسترداده.

أ ج/د م/ع ع

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة