مطالبات بالعودة لمسار "الاحتكام إلى الشعب"

تظاهرات حاشدة في غزة رفضًا لتعطيل الانتخابات وإسنادًا للقدس

غزة - صفا

تظاهر الآلاف في قطاع غزة، ظهر يوم الجمعة، رفضًا لقرار الرئيس محمود عباس تعطيل الانتخابات الفلسطينية التي كان من المقرر أن تبدأ في 22 مايو/ أيار المقبل، وإسنادًا لمدينة القدس المحتلة.

وأفاد مراسلو "صفا" بأن عشرات التظاهرات انطلقت من غالبية محافظات ومناطق القطاع وجابت شوارعها الرئيسية رفضًا للقرار ونصرة للقدس والمسجد الأقصى.

وحمل المشاركون لافتات منددة بقرار الرئيس عباس ورافضة لما أسمته "حالة الاستفراد بالقرار الفلسطيني بما يخالف التوافقات والإجماع الوطني" داعية للعدول عنه.

وفي مسيرة حاشدة بشمالي القطاع، استهجنت حركة حماس، ما وصفته "انقلاب" الرئيس محمود عباس على خيار الانتخابات وحرمان الشعب الفلسطيني من ممارسه حقه في تجديد مؤسساته وشرعياته.

جاء ذلك في كلمة ألقاها القيادي في الحركة مشير المصري خلال مسيرة نظمت في مخيم جباليا، شارك فيها آلاف المواطنين؛ نصرة لمدينة لقدس ورفضًا لقرار الرئيس تعطيل الانتخابات.

وقال المصري: "إن الرئيس محمود عباس انقلب على الانتخابات قبل إجرائها، مثلما انقلب على نتائجها بعد إجرائها عام ٢٠٠٦ والتي فازت فيها حماس بالأغلبية".

وأضاف المصري "لا يجوز رهن مصير شعب بأكمله بمصير حزب واحد، وهذا القرار (تأجيل الانتخابات) هو إجرامي لأن أصحابه اتخذوه هروبا من مصير الهزيمة".

واعتبر المصري أنه "من العيب وطنيًا رهن القرار الوطني الفلسطيني بقرار الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يريد بنا خيرا".

وتابع أنه "كان الأولى فرض الانتخابات على الاحتلال فرضًا، وجعل يوم الاقتراع معركة وطنية وساحة اشتباك معه".

وأكد القيادي في حماس أن "المشهد الذي رسمه المقدسيون في مدينة القدس هو مشهد انتصاري، ورسالة تحدٍ في وجه الاحتلال".

وأشار إلى أن المقدسيين فرضوا أجندتهم على الاحتلال وأزالوا الحواجز في باب العامود، كما أزالوا من قبل البوابات الإلكترونية.

وقال: "هذا الانتصار يجب أن يُبنى عليه من قادة الشعب الفلسطيني، لأنه بات واضحا أن الاحتلال أوهن من بيت العنكبوت".

وفي محافظتي رفح وخان يونس؛ شارك المئات في وقفات، رافضة لتعطيل الانتخابات أمام المساجد، وفي الميادين العامة.

وقال مرشح قائمة "القدس موعدنا" سليمان أبو ستة، خلال مسيرة في رفح: "نحن ضد تأجيل الانتخابات، ونعتقد أن تأجيلها خطيئة سياسية، ولا ينبغي أن تمر بأي حالة من الأحوال، ولا ينبغي لشعبٍ لا يرتهن للاحتلال منذ عشرات السنين، أن يرتهن لإجراء الانتخابات بإشارة من العدو".

وأضاف أبو ستة لوكالة "صفا"، "الكيان الإسرائيلي لا يريد وجودنا، وبالتالي يجب أن نصر أمام هذه العنجهية على تحقيق الانتخابات ونحولها في القدس لمعركة مع هذا الكيان".

وشدد على أنه "من حق شعبنا أن يختار كل أربع سنوات من يمثله في الرئاسة والتشريعي والمجلس الوطني؛ وهذا حقٌ أصيل، وما غيره يمثل استبدادًا وعدوانًا على إرادة الجماهير الحرة، والتفافًا عليها".

وذكر أبو ستة أن "الجماهير اليوم غاضبة لقرار رئيس السلطة محمود عباس؛ ونعتبره سلوكًا فرديًا لا يعبر عن إرادة شعبنا".

وقال إن: "القرار جاء نتيجة يقين السلطة أنها ستخسر الانتخابات، مهما أجلتها، فهي تنتقل من ضعف لضعف، لأن مشروعها السياسي خاطئ بالأساس، بالتالي عليها العودة لإرادة الجماهير".

وفي مدينة غزة، انطلقت عدة مسيرات شعبية غاضبة لحركة حماس جابت عدة شوارع وأحياء من المدينة.

وبعد صلاة الجمعة، انطلقت مسيرة من مساجد مخيم الشاطئ غربي غزة صوب ميدان الشهداء، بمشاركة ممثلين عن الفصائل والقوى الوطنية، وسط هتافات غاضبة منددة بتأجيل الانتخابات.

وفي "حي الرمال"، انطلقت مسيرة من مسجد فلسطين صوب "مفترق فلسطين" بمشاركة المئات من جماهير شعبنا، حاملين لافتات تدعو لإجراء الانتخابات التشريعية في وقتها بالـ 22 من مايو المقبل.

أما في شمالي مدينة غزة؛ فانطلقت مسيرتان، الأولى انطلقت من حي النصر صوب شارع الجلاء وصولاً "لدوار الصاروخ"، وردد المشاركون فيها هتافات غاضبة تطالب برحيل الرئيس محمود عباس، في حين انطلقت المسيرة الأخرى من "مشروع عامر" صوب دوار "الكرامة" تدعو لضرورة إجراء الانتخابات كمدخل لإنهاء الانقسام.

وفي المحافظة الوسطى، نظمت حماس بعد صلاة الجمعة وقفات احتجاج رفضًا لتعطيل الانتخابات.

وقال النائب في المجلس التشريعي عبد الرحمن الجمل: "إن تعطيل الانتخابات يمثل انقلابًا على مسار الشراكة والتوافقات الوطنية"، مُحمّلًا حركة فتح والسلطة المسؤولية الكاملة عن تداعيات القرار.

وذكر أن "لهذا القرار تداعيات لا يحمد عقباها من شق الصف الوطني، ولا يجوز رهن الحالة الوطنية كلها والإجماع الشعبي والوطني لأجندة فصيل بعينه".

وأشار إلى أن "الذرائع التي ساقها الرئيس أبو مازن ليست حقيقية ويشوبها المماطلة والخداع السياسي، للتهرب من الانتخابات".

د م/م ز/أ ج/هـ ش

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة