مقدسيون لصفا: حشود المصلين بالأقصى أغاظت الاحتلال فأراد الانتقام

القدس المحتلة - خاص صفا

ترى شخصيات مقدسية أنّ حشود المصلين الهائلة التي أمّت المسجد الأقصى المبارك أمس الجمعة أغاطت الاحتلال الإسرائيلي؛ لذلك أراد الانتقام منهم بالاعتداء عليهم بوحشية، وصولًا لإبعادهم عن المسجد، وتهيئة الأجواء لاقتحامات المستوطنين المتطرفين يوم 28 رمضان الجاري.

ويؤكد المقدسيون لوكالة "صفا" أنّ اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى الليلة الماضية والاعتداء على المصلين والمعتكفين كان مبيتًا ومخطط له مسبقًا؛ تمهيدًا للاستفراد بالمسجد، وإثبات أنه "صاحب السيادة والإدارة في الأقصى".

وكان 205 مواطنين أصيبوا بجروح متفاوتة، خلال اقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين، وقمع المعتصمين في حي الشيخ جراح.

عدوان مبيت

المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب يقول إن الهجمة الإسرائيلية على المسجد الأقصى كانت مبيتة ومخطط لها بشكل مسبق، بسبب التواجد المكثف لشرطة الاحتلال "وحرس الحدود" في منطقة باب السلسلة قبيل اقتحام المسجد بساعات.

ويوضح أبو دياب في حديثه لوكالة "صفا"، أن قوات الاحتلال أرادت من أحداث الأقصى بأن تكون تدريبًا ليوم الاثنين المقبل، الموافق 28 رمضان، لإتاحة المجال لاقتحامات المستوطنين للمسجد.

وبحسبه، فإنّ الاحتلال يتوقع ردة فعل الفلسطينيين والمقدسيين؛ لذلك أراد إبعادهم عن المسجد الأقصى وباب المغاربة حتى باب السلسلة والمنطقة القريبة من حائط البراق؛ لتهيئة الأجواء للمستوطنين لتنظيم مسيرتهم التهويدية.

ويؤكّد أن الاحتلال يسعى للاستفراد بالأقصى يوم الاثنين، عبر ترهيب المواطنين وإخافتهم، وإبعادهم عنه بالقوة، وهذا "جزء من مخطط إسرائيلي للسيطرة على القدس، وإثبات أن زمام الأمور بيده".

وواصل المختص في شؤون القدس بالقول "ما أغاظ الاحتلال مشهد الحشود الكبيرة التي أمّت ساحات الأقصى، فهو لا يريد أن يرى مثل هذه الجموع التي أفشلت مخططاته في تفريغ المسجد، لذلك أراد الانتقام من المصلين".

ويبيّن أنّ سلطات الاحتلال فقدت السيطرة في القدس والأقصى، كما فقدت هيبتها في باب العامود وحي الشيخ جراح، وأرادت تفريغ الانتصار الذي حققه المقدسيون في باب العامود، وحسم المعركة قبل يوم الاثنين.

ويشكّل اقتحام الأقصى والاعتداء على المصلين استفزازًا لمشاعر المسلمين، وانتهاكًا واضحًا لحرمة المسجد، ولكافة القوانين الدولية، بحسب أبو دياب.

ويقول "ما حدث خطير للغاية، الأقصى يُمس ويُهان من شرطة الاحتلال بطريقة وحشية، والأمة في سبات عميق، أين هي ردة فعل العالم العربي والإسلامي مما يجري، لابد من التحرك العاجل لإنقاذ الأقصى قبل فوات الأوان".

ويشير إلى أنّ أهل القدس يعون تمامًا أن هناك خطة إسرائيلية ممنهجة ومدبرة؛ لذلك يستعدون بقوة للتصدي لاقتحامات المستوطنين، عبر تكثيف شد الرحال والرباط الدائم بالأقصى حتى بعد الانتهاء من ليلة القدر.

ويؤكّد الناشط المقدسي على أنّ الاحتلال يريد إشعال القدس والمنطقة لأهداف سياسية وأيدلوجية، ولإعطاء فرصة للمستوطنين لتنفيذ اقتحاماتهم، متوقعًا أن تشهد المدينة مزيدًا من المواجهات وتصعيد للأوضاع.

لكنّه يشدد على أن هناك إصرار مقدسي على الدفاع عن المسجد الأقصى بأي ثمن، وصد محاولات المتطرفين لاقتحامه يوم الاثنين، ولن نسمح بأن يكون القدس والأقصى لقمة سائغة في يد الاحتلال.

أبعاد خطيرة

وأما نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية بالقدس الشيخ ناجح بكيرات فيرى أن شرطة الاحتلال لا تقوم بأي فعل كردة فعل، وإنما تخطط لشيء ما تريد أن تحققه من وراء اقتحام المسجد الأقصى بالأمس.

ويوضح بكيرات أن ّلهذا الاقتحام أبعادًا عدة، أولها: أن شرطة الاحتلال أرادت ألا يكون هناك تجمعًا في 28 رمضان، وأن تُفشل اعتكاف المصلين بالمسجد في هذه الليلة، من خلال إخراجهم من الساحات بأكبر قدر ممكن.

ويضيف أنّ الاحتلال يريد تنفيذ مخطط تفريغ الأقصى من المصلين بأي شكل من الأشكال من أجل إنجاح اقتحام المتطرفين.

والبعد الثاني -بحسب بكيرات- أن المعتكفين بالأقصى يُعبرون عن هوية المكان، فلم يكتفوا بالصلاة والجلوس فيه فقط، بل أرسلوا من خلال تجمعاتهم وتظاهرهم ووجودهم، رسالة لحكومة الاحتلال وللعالم أنهم "لن يتركوا الأقصى، ولن يتخلوا عن الشيخ جراح وسلوان وغيرها، وأن الاحتلال لا يعنينا بشيء"، وهذا لا يروق له.

وأما البعد الثالث فيكمن في استمرار الصراع على السيادة والإدارة في الأقصى، وهذا يكون من خلال وجود هذه الحشود الكبيرة من المصلين ورفع الأعلام الفلسطينية والتصرف في المكان وحمايته من اعتداءات الاحتلال.

ويبيّن بكيرات أن "الاحتلال بهذه البلطجة والاعتداءات، يريد إخافة كل من يأتي للأقصى، لأنه يريد أن يثبت أنه هو صاحب السيادة والإدارة".

وبنظره فإنّ مدينة القدس تعيش حالة من الغليان، بدأت من باب العامود، ثم الشيخ جراح، وسلوان وصولًا إلى الأقصى، و"هذا البركان لن يهدأ".

ويؤكد على أنّ المسجد الأقصى "إسلامي لا يقبل القسمة على اثنين، ولا يقبل التفاوض، فهو رمز للمسلمين في أرجاء المعمورة، ويمثل قضية إسلامية بحتة، لابد من الأمة أن تستيقظ قبل فوات الأوان لإنقاذه من الاحتلال".

ويشدّد مدير عام الأوقاف الإسلامية بالقدس على أنّ الاحتشاد والرباط الدائم في المسجد الأقصى ليلة القدر وفي 28 رمضان، وعدم ترك المسجد وحيدًا سيفشل مخطط الاحتلال ومستوطنيه مهما كان نوعه، لأن الاقتحامات لا تغير من طبيعة الصراع مع الاحتلال، ولن تمنعنا من الدفاع عنه.

وفي السياق، شدّد وزير شؤون القدس فادي الهدمي، خلال تفقده جرحى الاعتداء على الأقصى، على أنّ ما جرى ويجري في القدس هو "عدوان مبيت يستهدف كسر الصمود الأسطوري الذي أظهره المقدسيون في مواجهة المخططات الإسرائيلية".

وجدّد الهدمي الدعوة للمجتمع الدولي لتوفير الحماية الدولية للمواطنين، في ظل ما يتعرضون له من عدوان يهدف إلى تمرير مخططات تستهدف الهوية العربية الفلسطينية لمدينة القدس المحتلة.

وأكّد ضرورة تخطي المجتمع الدولي بيانات الإدانة والاستنكار رغم أهميتها، إلى التحرك الفعلي لوقف العدوان الإسرائيلي الخطير الذي تشهده المدينة المقدسة.

ع و/ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة